الأربعاء، 20 مايو 2015

اهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم

اهل البيت عليهم السلام في القرآن الكريم 


» سورة الفاتحة
وفيها: آية واحدة

(اهدنا الصراط المستقيم): 5

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيَم) الفاتحة: 5.

روى الحافظ الكبير، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحذّاء (الحنفي) النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، في كتابه (شواهد التنزيل، لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت):
روى قال: أخبرنا الحاكم الوالد أبو محمد عبد الله بن أحمد (بإسناده المذكور) عن أبى بريدة في قول الله: (اهدنا الصراط المستقيم).
قال: صراط محمد وآله(1).

وروى هو أيضاً قال: أخبرنا عقيل بن الحسين الفسوي (بإسناده المذكور) عن سفيان الثوري، عن أسباط ومجاهد، عن ابن عباس في قول الله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم).

قال: يقول: قولوا معاشر العباد: اهدنا إلى حب النبي وأهل بيته(2).

» سورة البقرة
وفيها ثمانية عشرة آية:

(1 - 2) (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) 2 - 3.
(3) (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَار... ) 25.
(4) (فتلقى آدم من ربه كلمات) 37.
(5) (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) 57. 
(6) (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية) 58.
(7) (وإذ استسقى موسى لقومه) 60.
(8) (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) 124.
(9) (وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وِإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ) 136.
(10) (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى) 140.
(11) (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) 143.
(12) (فاستبقوا الخيرات) 148.
(13) (ولنبلونكم بشيء من الخوف) 155.
(14) (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) 208.
(15) (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) 253.
(16) (فقد استمسك بالعروة الوثقى) 256.
(17) (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) 258.
(18) (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) 269.

(هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) البقرة: 2 - 3.

روى الحافظ سليمان (القندوزي) الحنفي، بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسأله عن أشياء، وإسلامه على يد النبي (صلى الله عليه وآله) - في حديث طويل - إلى أن سأل النبي عن أوصيائه، فعدّهم النبي (صلى الله عليه وآله) له - إلى أن قال (صلى الله عليه وآله):
(فبعده ابنه محمد، يدعى بالمهدي والقائم والحجة، فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، طوبى للصابرين في غيبته، وطوبى للمقيمين على محبتهم، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه، وقال: (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)...). إلى آخر الحديث(3).

(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الْصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيَها أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة: 25.

أخرج علامة (الحنفية) الحافظ عبيد الله المعروف بالحاكم الحسكاني (بسنده المذكور) عن ابن عباس قال: مما نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلى أهل بيته من سورة البقرة (وبشر الذين آمنوا..)(4).
(أقول): الاختصاص هنا معناه أكمل الأفراد، أو أوّل الأفراد، ولا ينافي ذلك عموم الآية لسائر المؤمنين.

(فَتَلَّقى آَدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) البقرة: 37.

روى العلامة السيد هاشم البحراني، عن النظيري في (الخصائص) قال ابن عباس: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: (الحمد لله) فقال له ربه: (يرحمك ربك) فلما سجد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب خلقت خلقاً هو أحب إليك منى؟ قال: نعم ولولاهم ما خلقتك، قال: يا رب فأدنهم؟ فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب أن ارفعوا الحجب، فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش، قال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا محمد نبيّي وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيّي ووصيه، وهذه فاطمة بنت نبيّي وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيّي ثم قال: يا آدم هم ولدك، ففرح بذلك، فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي، فغفر الله له، فهذا الذي قال الله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه (اللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي) فتاب الله عليه(5).

(وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) البقرة: 57.

روى الحافظ الحنفي سليمان القندوزي بسنده عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) في تفسير هذه الآية: (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
قال: فالله جل شأنه، وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه، أعز وأرفع وأقدس من أن يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل ظلمنا ظلمه فقال: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)(6).

(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) البقرة: 58.

روى (الفقيه الشافعي) جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (السيوطي) في تفسيره، عند قوله تعالى: (وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم)
قال: وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال: (إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكباب حطة)(7).

(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَومِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانَفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً) البقرة: 60.

روى العلامة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان، في (المناقب المائة) من طريق العامة، بحذف الإسناد، عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب، والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي).
فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟
قال (صلى الله عليه وآله): (يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه) إلى أن قال (صلى الله عليه وآله): (وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران، حين ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً..)(8).

(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلمَاتٍ فَأَتَمُّهُنَّ) البقرة: 124.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن المفضل، قال: سألت جعفر الصادق (رضي الله عنه) عن قوله عز وجل: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات..).
قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: (يا رب أسألك بحق محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين إلاّ تبت علي). (فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم).
فقلت له: يا بن رسول الله فما يعني بقوله: (فأتمهن)؟
قال: (يعني: أتمهن إلى القائم المهدي، اثني عشر إماماً، تسعة من الحسين)(9).

(وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وِإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ) البقرة: 136.

أخرج المؤرخ الكبير (ابن الأثير) في (أسد الغابة) بسنده المذكورة عن العلي بن مرة، قال: خرجنا مع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى طعام دُعينا إليه فإذا حسين يلعب بالسكة، فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله) وبسط يده فجعل الغلام يفر من ها هنا، وهاهنا، ويضاحكه النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فأس رأسه، فقلبه وقال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط).

(أقول): هنا ملاحظتان:

(الأولى): بما أن الآية مكررة في القرآن، ولفظة (الأسباط) تكررت في القرآن، يقتضي ذلك أن نكرر ذكر قولة النبي (صلى الله عليه وآله): (حسين سبط من الأسباط) لأن الحسين (عليه السلام) إذا كان أحد الأسباط، فكلما كررت الكلمة في القرآن، كلما كان الحسين مشمولاً لها.
ولذا، فإنّا فعلنا ذلك، وكررنا ذكر الحديث النبوي، بعدد تكرار الكلمة في القرآن هنا، وفي سورتي (آل عمران) و(النساء).
(الملاحظة الثانية): الأسباط الذين كانوا في (بني إسرائيل) لم يكونوا أنبياء، وإنما كانوا بمنزلة الأنبياء، فكلمة (أنزل) إنما هو بمعنى الوحي، ولكن (الوحي) ليس كله شيئاً واحداً، وعلى نسق واحد، فالوحي يكون للنبي، ويكون للرسول(10)، ويكون لغيرهما أيضاً من الأئمة والصالحين، ويكون للملائكة، ويكون لغيرهم أيضاً.

فذكر الآية في الحسين (عليه السلام) - بدليل الحديث النبوي الشريف - ليس معناه أن الحسين نبي، وإنما معناه أن الحسين أنزل إليه من الله تعالى شيء، لكن لا كما ينزل إلى الأنبياء. ولتوضيح المقام نذكر بعض آيات الوحي بالنسبة إلى غير الأنبياء.

(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)(11).
(فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً)(12).
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي)(13).
(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى)(14).
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ)(15).
(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى)(16).
فماذا يمنع أن يوحى إلى الحسين - بهذه المعاني أو ما شابهها - كما أوحي إلى الحواريين، وأم موسى؟
ولا شك أن الحسين أفضل عند الله منزلة، وأقرب جاهاً من الحواريين، ومن أم موسى، ونحوهم.

(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى) البقرة: 140.

أخرج إمام أهل السنة، في أحد الصحاح الستة وهو (ابن ماجة) في كتابه الصحيح المسمى بـ(سنن ابن ماجة) بسنده المذكور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (حسين سبط من الأسباط)(17).
وأخرجه صاحب (تهذيب الكمال) أيض(18).
(أقول): لا مانع أن يكون الحسين (عليه السلام) مشمولاً للآيات الكريمات التي ذكرت كلمة (الأسباط) بعدما تفوّه من قال الله عنه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى)(19) بأنه سبط من الأسباط، فإن لم يكن بالتنزيل، فبالتأويل.

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أَمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) البقرة: 143.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس، عن علي قال: (إن الله إيّانا عنى بقوله تعالى: (لتكونوا شهداء على الناس) فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء عن الناس، وحجته في أرضه، ونحن الذين قال الله جل اسمه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً))(20).
(أقول): قوله (إيانا) يعني: نحن أهل البيت، كما يدل عليه نظائر كثيرة له في مختلف الكتب، وكتب الأحاديث.
ولا يخفى أن تقديم (لتكونوا شهداء على الناس) مع كونه متأخراً ذكره في القرآن، لعله من بعض الرواة، أو الكتاب الناقل عنهم.

(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) البقرة: 148.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) عن الإمام جعفر الصادق (رضي الله عنه) في قول الله عز وجل: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً).
قال: (يعني: أصحاب (القائم) الثلاثمائة وبضعة عشر، وهم والله (الأمة المعدودة)(21)، يجتمعون في ساعة واحدة، كقزع الخريف)(22).
(أقول): قزع الخريف، يعني: كسرعة مطر الخريف، فقزع هو كل ما خف وأسرع، والخريف يقال لمطر الخريف أيضاً، أي كما أن مطر الخريف خفيف وسريع، كذلك أصحاب (القائم) يجتمعون إليه بخفة وسرعة شديدتين، كخفة وسرعة مطر الخريف.

(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) البقرة: 155.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) في قول الله تعالى في سورة البقرة: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين..) عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) قال: (إن قدام (القائم) علامات بلوى من الله للمؤمنين).
قلت: وما هي؟
قال: (هذه الآية، قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف..) من تلفهم بالأسقام.
(والجوع) بغلاء أسعارهم.
(ونقص الأموال) بالقحط.
(والأنفس) بموت ذائع.
(والثمرات) بعدم المطر.
(وبشر الصابرين) عند ذلك.
ثم قال: يا محمد، هذا تأويله: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(23)، ونحن الراسخون في العلم)(24).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) البقرة: 208.

روى العلامة البحراني، قال: روى الأصفهاني (يعني: أبا الفرج) الأموي في معنى الآية من عدة طرق إلى علي أنه قال: (ولايتنا أهل البيت)(25).

(تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ - إلى قوله تعالى - وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) البقرة: 253.

روى العلامة البحراني، عن ابن أبي الحديد - في شرح نهج البلاغة - بإسناده المذكور عن الأصبغ بن نباته، قال: جاء رجل إلى علي (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فماذا نُسميهم؟
فقال: (سمهم بما سماهم الله في كتابه).
قال: وما كل ما في الكتاب أعلمه.
قال: (أما سمعت الله تعالى قال: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله - إلى قوله - ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر). فلما وقع الاختلاف، كنا نحن أولى بالله، وبالكتاب، وبالنبي (صلى الله عليه وآله) وبالحق، فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله قتالهم، نقاتلهم بمشيئة الله وإرادته)(26).
(أقول): إنما ذكرنا هذه الآية، وهذا الحديث في هذا الكتاب (أهل البيت في القرآن) لأن ظاهر قوله (عليه السلام): (نحن، أنا، كنا) ونحوها، أنهم بما هم أوصياء الرسول، وعترة النبي (صلى الله عليه وآله) الشاملة لبقية الأئمة من أهل البيت.
فنفس الحكم جاء في قتال ولده الحسن مع معاوية، وفي قتال ولده الحسين مع يزيد بن معاوية، وهكذا..
فالحسن وأصحابه، والحسين وأصحابه هم الذين آمنوا، ومعاوية وأصحابه، ويزيد وأصحابه هم الذين كفروا.

(فَمَن يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انِفصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة: 256.

روى العلامة البحراني، عن أبي الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في (المناقب المائة) من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
(معاشر الناس! اعلموا أن لله تعالى باباً من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر).
فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله اهدنا لهذا الباب حتى نعرفه.
قال (صلى الله عليه وآله): (هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين، وأمير المؤمنين، وأخو رسول رب العالمين، وخليفة الله على الناس أجمعين.
معاشر الناس! من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فولايته ولايتي، وطاعته طاعتي.
معاشر الناس! من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب.
معاشر الناس! من سره ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي)(27).

(آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَاَنَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة: 285.

أخرج العالم الشافعي محمد بن إبراهيم (الحمويني) بأسانيده المذكورة المتعددة عن أبي سلمى داعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه).
قلت: (والمؤمنون)
قال: صدقت يا محمد.
وقال: من خلفت في أمتك؟
قلت: خيرها.
قال: علي بن أبي طالب؟
قلت: نعم يا رب
قال: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها وشققت لك اسماً من أسمائي فلا أذكر في موضع إلا ذكرتَ معي، فأنا المحمود وأنت محمد (ثم) اطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو علي.
يا محمد: إني خلقتك وخلقت علياً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده، من شبح نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين.
يا محمد: لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى يتقطع أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم.
يا محمد: أتحب أن تراهم؟
قلت: نعم
فقال لي: التفت عن يمين العرش
فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي في ضحضاح من نور قياماً يصلون وهو في وسطهم - يعني المهدي - كأنه كوكب دُرّي.
قال: ( يا محمد هؤلاء الحجج وهو القائد من عترتك، وعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة لأوليائي، والمنتقم من أعدائي)(28).
وأخرجه بتفاوت يسير في بعض الألفاظ عديد من الأعلام:
مثل الإمام أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد (الحنفي) في كتاب المقتل(29).
والحافظ الحنفي سليمان القندوزي في ينابيعه(30) وغيرهما.

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) البقرة: 269.

روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: وفي مسند أحمد (إمام الحنابلة) بسنده عن حميد بن عبد الله، قال: إنه ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله) قضاء قضى به علي بن أبي طالب، فأعجب وقال (صلى الله عليه وآله): (الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل البيت)(31).



(1) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص57 - 58.

(2) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص57 - 58.
(3) ـ ينابيع المودة: ص443.
(4) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص74.
(5) ـ غاية المرام: ص393.
(6) ـ ينابيع المودة: ص358.
(7) ـ الدر المنثور: ج1 تفسير سورة البقرة.
(8) ـ غاية المرام: ص244.
(9) ـ ينابيع المودة: ص25.
(10) ـ (النبي) هو الذي أوحي إليه، سواء أمر بتبليغه أم لا (والرسول) هو الذي أوحي إليه، وأمر بتبليغه إلى الناس، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً.
(11) ـ سورة النحل: 68.
(12) ـ سورة مريم: 11.
(13) ـ سورة المائدة: 111.
(14) ـ سورة طه: 38.
(15) ـ سورة القصص: 7.
(16) ـ سورة طه: 38.
(17) ـ سنن ابن ماجة: ج1 ص51.
(18) ـ تهذيب الكمال: ص71.
(19) ـ سورة النجم: 3 و4.
(20) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص92.
(21) ـ إشارة إلى قوله تعالى: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) في سورة هود: 8.
(22) ـ ينابيع المودة: ص505.
(23) ـ سورة آل عمران: 7.
(24) ـ ينابيع المودة: ص505.
(25) ـ غاية المرام: ص438.
(26) ـ غاية المرام: ص429 - 430.
(27) ـ غاية المرام: ص244.
(28) ـ ينابيع المودة: ص75.
(29) ـ فرائد السمطين ج2 آخر المجلد.
(30) ـ مقتل الحسين للخوارزمي: ج1 ص95.
(31) ـ ينابيع المودة: ص486.

» سورة آل عمران
وفيها عشر آيات:

(1) (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) 7.
(2) (إن الله اصطفى آدم ونوحاً) 33.
(3) (فمن حاجَّك فيه من بعدما جاءك من العلم) 61.
(4) (وله أسلم من في السماوات والأرض) 83.
(5) (وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيم وِإسْماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسْبَاطِ) 84.
(6) (ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم) 101.
(7) (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) 103.
(8) (وليمحّص الله الذين آمنوا) 141.
(9) (لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم) 186.
(10) (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا) 200.

(وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالَّراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكُّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) آل عمران: 7.

روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) عن علي بن أبي طالب أنه قال - في خطبة خطبها -:
(أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطى الهدى، وبنا يستجلى العمى)(1).
وروى الحافظ القندوزي - أيضاً - قال: عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) أنه قرأ: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)، ثم قال:
(ونحن الراسخون في العلم)(2).

(إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَاَلمِينَ) آل عمران: 33.

روى العلامة البحراني، عن (الثعلبي) أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري، (بإسناده المذكور) عن أبي وائل - في تفسير هذه الآية - قال: قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود:
(إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران (وآل محمد) على العالمين)(3).
(أقول): ليس معنى ثبوت (آل محمد) في مصحف عبد الله بن مسعود كونه من القرآن وقد أسقط عنه، لا، لا، كيف والقرآن لم، ولا، ولن تنله يد التحريف، والتغيير، والزيادة، والنقصان..
ولكن حيث كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه الوحي قرأه لأصحابه، ثم ذكر تفسيره، وتأويله، وكان الأصحاب يثبتون القرآن، والتفسير، والتأويل شيئاً بعد شيء.
(لذا) فإن زيادة (آل محمد) إنما هي من التفسير، أو التأويل، لا من أصل القرآن. والشواهد على ذلك كثيرة تطلب من مظانها.

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوُا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) آل عمران: 61.

روى العلامة البحراني، قال: من صحيح مسلم، من الجزء الرابع في ثالث كراس من أوله، في باب فضائل علي بن أبي طالب (بإسناده المذكور) عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟
قال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة فهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعت رسول الله يقول - حين خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال رسو الله (صلّى الله عليه وآله): (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
وسمعته يقول يوم خيبر: (لأعطينّ الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).

(قال): فتطاولنا لها، فقال (صلى الله عليه وآله): (ادعوا لي علياً) فأتي به أرمد العين، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يده.

ولمّا نزلت هذه الآية (قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل) دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال (صلى الله عليه وآله):
(اللهم هؤلاء أهل بيتي)(4).

وفي تفسير (الجلالين) في تفسيره هذه الآية قال: وقد دعا (يعني: رسول الله) وفد نجران لذلك لما حاجّوه فيه فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك، ثم قال ذو رأيهم لقد عرفتم نبوته وأنه ما باهل قوم نبياً إلا هلكوا فودّعوا الرجل وانصرفوا. فأتوه وقد خرج (صلى الله عليه وآله) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي، وقال لهم: (إذا دعوت فأمّنوا)، فأبوا (يعني: النصارى) أن يلاعنوا، وصالحوه على الجزية. رواه أبو نعيم(5).

وأخرج ذلك - بمضامين مختلفة في الألفاظ والأسانيد والرواة، والتفصيل والإجمال، لكنها متفقة في المعنى، والمغزى، والقصة - جمهرة كبيرة، ننوّه إليهم وإلى مواقع ذكرها من كتبهم روما للاختصار، وفتحاً للطريق لمطالبها، وتسهيلاً للأمر على مريدها.

(ومنهم) مسلم في (صحيحه)(6).

(ومنهم) البيضاوي في (تفسيره)(7).
(ومنهم) الفخر الرازي في (تفسيره)(8).
(ومنهم) الآلوسي في (تفسيره)(9).
(ومنهم) الترمذي في (صحيحه)(10).
(ومنهم) البيهقي في (سننه)(11).
(ومنهم) إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في (مسنده)(12).
(ومنهم) البغوي في (مصابيحه)(13).
(ومنهم) العلامة الذهبي في (سيره)(14).
(ومنهم) الزمخشري في (كشافه)(15).
وآخرون غيرهم كثيرون

(وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّماوَاتِ وَالأْرْض طَوْعاً وَكَرْهاً) آل عمران: 83.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) قال: عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) يقول في قوله تعالى: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً):
(إذا قام (القائم) المهدي لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)(16).

(وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيم وِإسْماعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأْسْبَاطِ) آل عمران: 84.

أخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين، بسنده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، في حديث : فإذا حسين يلعب بالسكة، فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله) وبسط يده، فوضع إحدى يديه تحت قفاه، والأخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه وهو يقول:
(حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط)(17).
(أقول): مرت ملاحظتان جديرتان بالتنبيه في سورة البقرة آية: 136.

(وَاعْتِصمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) آل عمران: 103.

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الصوفي، (بإسناده المذكور) عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد، قال:
(نحن حبل الله الذي قال الله (عنه): (واعتصموا بحبل الله جميعاً))(20).
وأخرج ذلك من الأعلام كثيرون (كالشبلنجي)(21) الشافعي، و(الصبان الحنفي)(22)، وغيرهما أيضاً.
وروى العلامة الشيخ عباس القمي، عن عالم المعتزلة جاداة الخوارزمي، أنه روى بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (فاطمة مهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربي، حبل ممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى)(23).

(وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) آل عمران: 141.

وممن أخرج الحديث ابن خلدون في (مقدمته)(24).
وكذلك أخرجه في كتاب (مجمع الفرائد ومنبع الفوائد)(25) (عالم الشافعية) الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي.
وأخرج الحافظ الشافعي (الحمويني) بسنده المذكور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(إن علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليها من بعدي ومن ولده (القائم) المنتظر الذي يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر).
فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصارى فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟
قال (صلى الله عليه وآله): (إي وربي (ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين).
يا جابر! إن هذا الأمر من أمر الله، وسر من سر الله، من سر علته، مطوية عن عباده، فإياك والشك، فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر)(26).

(لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنْ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَبَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً) آل عمران: 186.

روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالى: (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب..).
(قال): نزلت في رسول الله خاصة وأهل بيته(27).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آل عمران: 200.

روى الحافظ سليمان القندوزي (الحنفي) قال: عن محمد الباقر (رضي الله عنه) في قوله تعالى في سورة آل عمران: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)، قال (في تفسيرها):
(اصبروا على أداء الفرائض، وصابروا على أذية عدوكم، ورابطوا إمامكم المهدي المنتظر)(28).



(1) ـ ينابيع المودة ص75.

(2) ـ ينابيع المودة: 139.
(3) ـ غاية المرام ص318.
(4) ـ غاية المرام ص300.
(5) ـ تفسير الجلالين (عند تفسير سورة آل عمران).
(6) ـ صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة.
(7) ـ تفسير البيضاوي ص76.
(8) ـ تفسير الفخر الرازي: ج2 ص699.
(9) ـ روح البيان: ج1 ص457.
(10) ـ صحيح الترمذي: ج2 ص166.
(11) ـ سنن البيهقي: ج7 ص63.
(12) ـ مسند أحمد بن حنبل ج1 ص185.
(13) ـ مصابيح السنة: ج2 ص201.
(14) ـ سير أعلام النبلاء: ج3 ص193.
(15) ـ الكشاف: ج1 ص49.
(16) ـ ينابيع المودة: ص321.
(17) ـ مستدرك الحاكم: ج3 ص177.
(18) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص58.
(19) ـ ينابيع المودة: 63.
(20) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص131.
(21) ـ نور الأبصار: ص112.
(22) ـ إسعاف الراغبين: ص109.
(23) ـ سفينة البحار: ج1 ص193.
(24) ـ مقدمة ابن خلدون: ص269.
(25) ـ فرائد السمطين: ج2 آخره.
(26) ـ فرائد السمطين: ج7 ص318.
(27) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص134.
(28) ـ ينابيع المودة: ص506.

» سورة النساء
وفيها: ثلاث عشرة آية:

(1) (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) 1.
(2) (ولا تقتلوا أنفسكم) 29.
(3) (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا) 47.
(4) (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) 54.
(5) (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) 59.
(6) (فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) 64.
(7) (ولهديناهم صراطاً مستقيماً) 68.
(8 و 9) (من يطع الرسول - إلى قوله تعالى - وكفى بالله عليماً) 69.
(10) (ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) 83.
(11) (ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى) 115.
(12) (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) 159.
(13) (وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ) 163.

(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) النساء: 1.

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام).
(قال): نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وذوي أرحامه، وذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه.
(إن الله كان عليكم رقيباً) يعني: حفيظ(1).

(وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) النساء: 29.

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرونا عن القاضي أبي الحسين محمد بن عثمان النصيبي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس في قوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم).
قال: لا تقتلوا أهل بيت نبيكم، إن الله يقول: (.. تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم). وكان (ابناءنا) الحسن والحسين، وكان (نساءنا) فاطمة، و(أنفسنا) النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي(2).
(أقول): لا يخفى أن هذا وأشباهه من التأويل الذي تعلمه ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنزل عليه الوحي بالتنزيل، والتفسير، والتأويل جميعاً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا) النساء: 47.

روى الحافظ القندوزي، (الحنفي) قال: عن محمد الباقر (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها)، قال:
(لا يفلت من جيش السفياني الهالكين في خف البيداء إلا ثلاثة نفر، يحوّل الله وجوههم في أقفيتهم، وذلك عند قيام القائم المهدي)(3).
(أقول): هذا من التأويل، وتفسير الآية ورد في الذين لم يؤمنوا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا منافاة بين هذا التأويل، وذاك التفسير، فقد مر: أن للقرآن تفسيراً وتأويلاً، وله ظاهراً وباطناً، وقد دلت أعداد وفيرة من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة على ذلك.

(أَمَ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتْاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آل إِبْرَاهِيمَ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكُاً عَظِيماً) النساء: 54.

روى عالم الحنفية محمد الصبان المصري في (إسعاف الراغبين) قال: وأخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله..) أنه قال:
(أهل البيت هم الناس)(4).
وأخرج نحوه علامة الشوافع السيد الشبلنجي في (نور الأبصار) أيض(5).
وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: حدثنا محمد بن الحسين (بإسناده المذكور) عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر في قول الله تعالى: (وآتيناهم ملكاً عظيماً). قلت: ما هذا الملك؟
قال: (أن جعل فيهم أئمة، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، فهذا ملك عظيم)(6).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) النساء: 59.

أخرج عالم الأحناف الحافظ سليمان القندوزي في ينابيعه قال: في المناقب عن الحسن بن صالح، عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) في هذه الآية قال:
(أولو الأمر هم الأئمة من أهل البيت)(7).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) النساء: 59.

أخرج عالم الأحناف الحافظ سليمان القندوزي في ينابيعه قال: في المناقب عن الحسن بن صالح، عن جعفر الصادق (رضي الله عنه) في هذه الآية قال:
(أولو الأمر هم الأئمة من أهل البيت)(7).

(.. فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) النساء: 64.

روى الشيخ المحمودي، عن تاريخ دمشق (ج: 20: ص 52) بإسناده المذكور عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
(إن الله علمني أسماء أمتي كلها، كما علم آدم الأسماء كلها، ومثل لي أمتي في الطين (لعل المقصود به في عالم الطينة والذر) فمر بي أصحاب الرايات، واستغفرت لعلي وشيعته)(8).
(أقول): أصحاب الرايات يعني: أصحاب المذاهب بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) فقد ورد في القرآن (يوم ندعو كل أناس بإمامهم (الإسراء: 71) وورد ذلك في الأحاديث الشريفة المتواترة، وقد نظم ذلك السيد الحميري (عليه الرحمة):
والناس يوم الحشر راياتهم***خمس فمنها هالك أربع
إلى أن يقول:
وراية يقدمها حيدر***ووجهه كالشمس إذ تطلع
إلى آخر أبياته.

(وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً) النساء: 68.

روى العلامة البحراني، عن العالم الشافعي، محمد بن إبراهيم الحمويني، بإسناده المذكور عن خُيْمة الجعفي، عن أبي جعفر الباقر أنه قال:
(نحن العلم المرفوع للخلق، من تمسك بنا لحق، ومن تأخر عنا غرق، ونحن قادة الغر المحجلين، ونحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله)(9).

(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً) النساء: 69 و70.

روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا عقيل بن الحسين (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن عباس في قول الله تعالى:
(ومن يطع الله) يعني: في فرائضه.
(والرسول) في سنته.
(فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين) يعني: علي بن أبي طالب، وكان أول من صدق برسول الله (صلى الله عليه وآله).
(والشهداء) يعني: علي بن أبي طالب وجعفر الطيار، وحمزة بن عبد المطلب، والحسن والحسين، هؤلاء سادات الشهداء.
(والصالحين) يعني: سلمان وأبو ذر، وصهيب، وخباب، وعمار.
(وحسن أولئك) أي: الأئمة الأحد عشر.
(رفيقاً) يعني: في الجنة.
(وذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً) منزل علي وفاطمة والحسن والحسين، ومنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم في الجنة واحد(10).

(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ النساء: 83.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بإسناده عن ابن معاوية عن محمد الباقر (رضي الله عنه) أنه قال:
(وقال عز وجل: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). فرد أمر الناس إلى أولي الأمر منهم الذين أمر الناس بطاعتهم وبالرد إليهم)(11).
وروى هو عن الصادق (رضي الله عنه) في تفسير كلمة (أولي الأمر) أنه قال:
(فكان علي، ثم صار من بعده حسن، ثم حسين، ثم من بعده علي بن الحسين، ثم من بعده محمد بن علي، وهكذا يكون الأمر، إن الأرض لا تصلح إلا بإمام)(12).

(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) النساء: 115.

روى العلامة البحراني، عن ابن مردويه في معنى هذه الآية قال:
(من بعد ما تبين له الهدى) في أمر علي(13).

(وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَة يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) النساء: 159.

روى الحافظ القندوزي (الحنفي)، بإسناده عن محمد الباقر (رضي الله عنه) في قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليومنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً)، قال:
(إن عيسى عليه السلام ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهل ملة - يهودي ولا غيره - إلا آمنوا به (أي: آمنوا بالمهدي كما يدل عليه السياق، وتدل عليه روايات كثيرات أخر) قبل موتهم ويصلي عيسى خلف المهدي عليه السلام)(14).

(وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ) النساء: 163.

أخرج إمام الحنابلة (أحمد بن حنبل) في مسنده، بسنده المذكور عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
(حسين سبط من الأسباط)(15).
وأخرجه ابن الديبغ صاحب (تيسير الوصول) أيض(16).
(أقول): ليس المراد من (أوحينا) في هذه الآية الوحي على شكل واحد، لأنه لا إشكال في كون (الوحي) مقولة بالتشكيك، فكما أن الوحي الذي كان يوحى إلى إبراهيم، لم يكن كالذي أتى الأسباط، أو كالذي أتى النحل(17)، أو كالذي أوحي إلى الحواريين(18)، أو كالذي أوحي إلى أم موسى(19)... إلخ.
فليكن الوحي إلى الحسين (عليه السلام) كواحد من هذه الأقسام ولاشك أن الحسين أعظم قدراً عند الله من الحواريين، ومن أم موسى، ومن أولئك الأسباط.




(1) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص135.

(2) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص142.
(3) ـ ينابيع المودة: ص506.
(4) ـ إسعاف الراغبين: ص109.
(5) ـ نور الأبصار: ص112.
(6) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص147.
(7) ـ ينابيع المودة: ص114.
(8) ـ حاشية شواهد التنزيل: ج1 ص379.
(9) ـ غاية المرام: ص246.
(10) ـ شواهد التنزيل: ج1 ص154.
(11) ـ ينابيع المودة: ص321.
(12) ـ المصدر نفسه.
(13) ـ غاية المرام: ص437.
(14) ـ ينابيع المودة: ص506.
(15) ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج4 ص172.
(16) ـ تيسير الوصول: ج3 ص276.
(17) ـ سورة النحل: 68.
(18) ـ سورة المائدة: 111.
(19) ـ سورة طه 83 والقصص 7.